السلام عليكم.. انا اكتب استشارتي هنااملا في مساعدتكم لي ولعائلتي .. وكلي ثقة بكم ..اخي الاصغر مني عمره 23 سنة للاسف مدمن تفحيط سيارات منذ سنتين تقريبا حاولنا ردعه بكل الطرق ولم تنفع واوقف من قبل الشرطة مرتين اخرها سجن وجلد ولم يترك التفحيط الى الآن..
هو طبيعته انطوائي في المنزل ولا يتكلم مع احد عن تفاصيل حياته او يومه مع احد مناولكنه اجتماعي جدا مع اصدقائه بعكس تعامله معنا ومع اهله ككل ولايتقبل الحوار منا يظن دائما اننا نهاجمه او اننا ضده ولايفهم باننا تهمنا مصلحته
حاولنا ان نقنعه بشتى السبل ان هذا الشى قد فتك بحياته او بحياة غيره ولكن لا فائدة سبب لنا الاحراج وسبب لابي كذلك فالكل يعلم عن افعاله هذه وللاسف اصبح مشهورا في عالم التفحيط هذا واظن انه فرح بهذا الشى وسعيد به ..
أنا اخته الاكبر منه واتساءل عن الطريقة التي يجب ان نتعامل معه بها انا وامي وابي لاننا تعبنا جدا احيانا نتعامل معه بقسوة ولا نتكلم معه ابدا ونتفق على تجاهله حتى يغير سلوكه
واحيانا نقول ربما تصرفنا هكذا يزيد من حاله فنرجع للتعامل معه طبيعي ولا فائدة للآن من كلا التعاملين فهو يعشق الخروج مع اصحابه بشكل كبير ويقلد مايفعلونه ويسهر معهم الى ساعات متأخرة برغم انه يكون معهم من العصر او الظهر الى اخرر الليل ..
أتمنى ان ترشدونا الى حل فهو صعب التعامل حتى اني كلمته بهدوء وقلت له اذا كانت هذه هواية لا يستطيع الاستغناء عنها فليذهب الى الاماكن المرخصة لها ولكنه يرفض
وكذلك اذا قلت له بان هذا التفحيط خطر ومميت يقول بان كل شخص له يوم ..تعبنامنه فعلا .. ارجو ارشادنا الى كيفية تغيير سلوكه او التعامل معه
بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على رسوله الأمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الأخت السائلة الكريمة حفظكِ الرحمن .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأسأل الله تعالى لنا ولكم العون الرشاد قبل البدء في تناول مشكلة الأخ أتقدم إليك بالشكر على هذا الشعور الأخوي الجميل كتب الله لكِ الأجر الثواب ولابد قبل الخوض في علاج المشكلة لابد لنا أولاً من تشخيصها ومعرفة أسابها لأنه إذا عُرف السبب سهل بإذن الله تعالى العلاج :
أولاً: تحديد المشكلة : التفحيط وهو قيادة السيارة بشكل جنوني وبسرعة هائلة
ثانياً : تشخيص المشكلة
1) عمر الأخ (23) سنة.
2) في البيت يكون انطوائي
3) مع أصحابه يكون اجتماعي.
4) لم تذكري هل يدرس أو لا؟
5) لم يُذكر هل يعمل أو لا؟
6) يظهر من خلال الطرح أن أصحابه مثله في التفحيط.
ثالثاً: العلاج :
لنعلم أن كل شيء بيد الله تعالى , ونحن نفعل فقط الأسباب ونأخذ بها من أجل الوصول لما أراده ربنا عزوجل .
من طرق العلاج المناسبة في مثل هذا الظاهرة مايلي:
الأول: إذا كان هذا الشاب لا يعمل لابد من مساعدته على إيجاد العمل له , وهذا بإذن الله تعالى سوف يساعده في علاج وترك هذه الظاهرة. لأن الفراغ أهم أسباب مشاكل الشباب والفراغ مفسدة للمرء أي مفسدة
كما قيل: إن الفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ) [رواه البخاري ,ج5,ص2357]
الثاني: إذا كان معه سيارة لابد من سحبها منه إذا صدر منه ذلك العمل وهو التفحيط. ويقال له أن السيارة وسيلة نقل وليست للقتل.
الثالث: البحث له عن أصدقاء صالحين غير هؤلاء الذين معه , ويكون ذلك من خلال الأقارب أو الجيران أو حتى إمام المسجد الذي في الحي, لأن الصديق له أثره عليه.
عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة) [أخرجه البخاري ,ج5,ص2104]
الخامس: أخذه للقبور مرة , ولقسم الحوادث مرات حتى يأخذ منهم العبرة والعظة, وان هذا الحال مصير السرعة.
السادس : الاستفادة من الأشرطة التي أصدرها المتخصص في هذا المجال مثل : أبو زقم المفحط الذي تاب ورجع وله أشرطة في التسجيلات.
السابع: التحبب إليه بكل ما يحبه داخل المنزل بمعنى أي شيء يحبه الحرص عليه فهذا يقربه منكم.
الثامن : البعد عن التوبيخ واللوم والتحقير معه أو أمام الآخرين. بل الثناء عليه والرفع من شانه
يجعله يفرح ويسعد بذلك.
التاسع: شراء له بعض الهدايا التي يحبها من أكل أو شرب (الطعام) أو أشياء عينة يحبها ويحرص عليها.
العاشر: الدعاء له بالهداية فإن الهداية بيد الله عزوجل وليس بيد أحد من الناس يقول الله تعالى:{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}[سورة القصص:56]
وخاصة في أوقات الإجابة في جوف الليل وآخر ساعة من يوم الجمعة وبين الأذان ولإقامة وفي السجود لأنه اقرب ما يكون العبد لله وهو ساجد, فعن أبي هريرة رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء([ أخرجه الترمذي, ج1,ص294]
أسال الله تعالى أن يصلحه وجميع الشباب وأن ينور قلوبهم للحق والهدى, وأن يحفظهم بحفظه
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الكاتب: د. خالد بن صالح باجحزر
المصدر: موقع المستشار